( ملف خاص بالذكرى الـ17 للوحدة الألمانية 3/10/1990م) قبل ستين عاماً وبضعة أشهر كانت الحقيقة الوحيدة التي يستطيع العالم الحديث عنها هي أن الحرب العالمية الثانية قضت على ألمانيا، وأعادتها إلى القرون الوسطى.. فقد هدمت الحرب أكثر من (162) مدينة ألمانية متوسطة، وحوالي (50) مدينة كبيرة تهديما كاملا ، فيما خلفت سنوات الحرب الست ملايين القتلى و الجرحى الألمان؛ علاوة على استقطاع أجزاء من ألمانيا وضمها للدول المجاورة. لكن النتيجة الأسوأ للحرب العالمية الثانية كانت في تقسيم ألمانيا إلى أربع أقسام ينتمي كل قسم منهم إلى دولة من دول الحلفاء الأربعة المنتصرين في الحرب، ثم ما لبثت أن توحدت الأجزاء الثلاثة (الغربية) لتشكل جمهورية ألمانيا الاتحادية، والتي انتهجت نظاماً غربياً (رأسمالي)، في الوقت الذي أعلن القسم الشرقي قيام ألمانيا الديمقراطية التي تتبع المعسكر الشيوعي (الاشتراكي). اليوم تقف الأجيال مذهولة، تتساءل: يا ترى أي عصا سحرية تلك التي أمسك بها الألمان بعد كل ذلك الدمار والتجزئة ليعودوا مجدداً إلى صدارة حياة العالم المتقدم!؟ وأي الدروس العظيمة التي كتبها الألمان للأجيال ليستلهموا منها إرادة الانبعاث من جحيم الحرب إلى الفردوس!؟